« معشوقتي حسناء» قصيدة للشاعر محمد يونس    

الشاعر محمد يونس
الشاعر محمد يونس

معشوقتي حســناء لـكن متعبـة 

فيها الزمـــان طبيــعة متقـلــبة

لو قـطـرة لجـمالها ذابت بابــــــحـر دلها 

لجرت عـذابـــا طـيـبـه

وجـرى الزمان على مراد محبهــا

يحلـو لصاحب دربه أن يصـــــحبه

فــزمـانـها بجمالهــا في دلها 

كأس معـطـرة الشــــراب مرطبـه

شـفـت وقد ندى الترطب شفها

عـن فـوح عطر ذائـــب في أشربـه

مـن عـذبـها لا يرتوي إلا بهـا

فـقد اصطفاها عن سواهــــا مشربه

وأقـول لـو و لـو المحال تـحققا

مـــا ثـم مــن أمـل بعيد قـربه

مـــا حـيلتي فيها وقد كابدتها

جرحا ضللت إلى الشفاء مطببـــــة

فذنوبها عـندي تعـطف مـحسن 

مهـما جــنت لـيـست لدي بمذنبه

مـا قـدمـته من الذنوب غفرته

ولسـوف أغفر ما نوت أن تذنبـــه

عن طيب نفس لا ترى في غلبهـا 

مـن حـبها الـجـــاني عليها معيبه

ضـرب الحـبـيب ألذ من أكل الـ

زبـيـب فـلذة من حبه أن يضربــه

أحـببتها و أحبهــــا وإلى إلى 

سأحبهــــا وهي الـعنود المتعبـة

فجمالهـا أسر أحاط مذاهبـــي 

وأسيرهــــا فيهـــا تعشق مذهبه

فهروبـه منهـا إليهــــا لوعة 

لذت فكانــــت بالعذاب محـببـه

شهـدا اذيــــب بقشدة بكرية 

فـمذوب حلـو الجـنى بـمذوبــه

رقـت فـشفت بالنقاء صبــوحة 

قد زادها الشهد المصفى مطيبــــه

أتحبني حبــي لهـــا؟

لـيت التســـاؤل فاتحا 

بالصدق باب الأجوبــــة

تشفي السؤال فاشتفــي من حيرة 

بي بـيـن شكي و اليقين مذبذبــــة 

لله أمري فــــي غـرام صـبية 

قـد شيبـت رجـلا أحب مشيبـــه

عجب العجائب أنها طفل حبـــا 

إن هم يخطو فالخطى متذبذبــــــة

يكبو فانهض فيـــه كبو مدرب 

أعيا بتعليم المسير مدربــــــــه

والخوف أن شبت و شب جمالهــا 

روضا رواه ندى الربيع فخصبـــــه

فالبدع مفتنة تتيــــه فلا ترى  

حسنا يداني حسنها في المرتبـــــة

قالوا أحب الولد تلك حقيـــقة 

من صدقها الأبدي غير مكذبـــــة

فطفولتي فيها ترد كأنهـــــا 

في التو من رحم البراءة منجبـــــة

فتحط عن شيخ زمانـــا حمله 

أوهى بأثقال الليالي منكبــــــه

يسترحم الرحمن عفــوا عن أب

كم مثلها بهوى الطفولة أتعبـــــه

ياليتني أحيا لزفة عرسهـــــا 

فاهيم رقصا دف فرحي لولبـــــه